بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
مرحبـــــًا فـــي
بـــوابـــة
الأســـــرة
المسلمة
مرحبـــــًا فـــي
منهاج المسلم
فـكــــر إسلامي
دروس وخطب
بنـــك الفتاوى
دراسات وأبحاث
بث مباشر
المقرأة
الأسرة المسلمة
الأشجار التي تنمو منفردة ولها جذور منفصلة عن بعضها
في قول الله تعالى في قوله تعالى: “صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد”، تتحدث الآية الكريمة عن تنوع النباتات والأشجار على الأرض مع أنها تُسقى جميعًا بنفس الماء، إلا أنها تختلف في ثمراتها وطعمها وجودتها.
وكلمة صنوان، هي الأشجار “كالنخل” التي تشترك في أصل واحد، أي تنبت أكثر من نخلة أو شجرة من جذر واحد. أما “غير صنوان”،فهي الأشجار التي تنمو منفردة ولها جذور منفصلة عن بعضها.
وهذا التفاوت في الهيئة رغم كونها من نفس النوع، يُظهر قدرة الله على خلق التنوع في الأشياء، التي قد تبدو متشابهة من الخارج.
إذن فـ الصنوان : هي الأصول المجتمعة في منبت واحد ، كالرمان والتين وبعض النخيل ، ونحو ذلك . وغير الصنوان : ما كان على أصل واحد ، كسائر الأشجار ، ومنه سمي عم الرجل صنو أبيه ، كما جاء في الحديث الصحيح : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لعمر : ” أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه ؟ ” .
وقال سفيان الثوري ، وشعبة ، عن أبى إسحاق ، عن البراء ، رضي الله عنه : الصنوان : هي النخلات في أصل واحد ، وغير الصنوان : المتفرقات . وقاله ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم .
وقوله : ( يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ) قال الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم: ( ونفضل بعضها على بعض في الأكل ) قال : ” الدقل والفارسي ، والحلو والحامض ” . رواه الترمذي وقال : حسن غريب .
أي : هذا الاختلاف في أجناس الثمرات والزروع ، في أشكالها وألوانها ، وطعومها وروائحها ، وأوراقها وأزهارها .
فهذا في غاية الحلاوة وذا في غاية الحموضة ، وذا في غاية المرارة وذا عفص ، وهذا عذب وهذا جمع هذا وهذا ، ثم يستحيل إلى طعم آخر بإذن الله تعالى . وهذا أصفر وهذا أحمر ، وهذا أبيض وهذا أسود وهذا أزرق . وكذلك الزهورات مع أن كلها يستمد من طبيعة واحدة ، وهو الماء ، مع هذا الاختلاف الكبير الذي لا ينحصر ولا ينضبط ، ففي ذلك آيات لمن كان واعيا ، وهذا من أعظم الدلالات على الفاعل المختار ، الذي بقدرته فاوت بين الأشياء وخلقها على ما يريد; ولهذا قال تعالى: (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون )
وقوله تعالى: “يسقى بماء واحد”، أي أنكل هذه النباتات على اختلاف أنواعها، تُسقى بماء واحد، سواء كانت صنوان أو غير صنوان. ورغم أن مصدر الماء واحد، إلا أن الله يُفضل بعضها على بعض في الأكل والطعم.
عبس.. عتاب يؤسس لمبدأ عدم التميز وفقا للمكانة الاجتماعية
نزلت سورة عبس، كعتاب إلهي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في موقف محدد يتعلق بعبد الله بن أم مكتوم- الأعمى، ونزلت السورة لتوضح المسائل المتعلقة بهذا الموقف.
وعن سبب نزول هذه السورة قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،: نزلت الآيات الأولى من سورة عبس في ابن أم مكتوم الأعمى. فقد جاء ابن أم مكتوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت كان فيه النبي مشغولاً بتكلم مع أحد عظماء المشركين من قريش، وكان يحاول إقناع هذا المشرك بالإسلام. فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن أم مكتوم وعبس في وجهه، ما أثار سخط الله في هذه اللحظة.
و”العبس والتولي”، العتاب جاء لعدم التقدير المناسب للأشخاص الذين يحتاجون للدعوة والإرشاد، مثل ابن أم مكتوم، الذي جاء مستفسرًا ومحتاجًا للتوجيه.
وعتاب الله للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية لا يعني نقصًا في شأن النبي، بل هو دعوة للتوازن بين الاهتمام بالمؤثرين والاهتمام بالذين يحتاجون للدعوة والإرشاد بشكل متساوٍ.
والآية الكريمة، تدل على أهمية الإنصاف وعدم التمييز بين الناس بناءً على مكانتهم الاجتماعية أو الاقتصادية. جميع المؤمنين، مهما كانت ظروفهم، لهم حقوق متساوية في الإرشاد والتوجيه.
وسورة عبس، تأتي لتعليم دروس هامة في التعامل مع الناس وعدم التمييز بينهم بناءً على وضعهم الاجتماعي أو الشخصي. والعتاب في الآية كان بمثابة توجيه نبي الأمة إلى العدالة والمساواة في التعامل مع جميع المؤمنين، والتأكيد على أهمية إعطاء كل فرد حقه في الاهتمام والإرشاد.
بين الإنسان والدواب والطير
من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ما ورد في قوله تعالى:”وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ”.
وتتضمن هذه الآية الكريمة، إشارات علمية حول المماثلة بين الإنسان وبين الدواب والطير، التي تعكس المساواة في بعض الجوانب الجوهرية رغم الاختلافات في الشكل والقدرات.
وفي اللغة العربية، “الأمة” تعني الجماعة أو الطائفة من الناس أو المخلوقات. وبالنسبة للآية الكريمة، تشير إلى أن الدواب والطير تعتبر “أممًا” تشابه الإنسان في جوانب معينة من حيث التنظيموالخصائص البيولوجية والاجتماعية.
وقال مفسرو السلف، مثل مجاهد والسدي، أن “أمم أمثالكم” تعني أن الدواب والطير تُعد جماعات تشبه البشر من حيث الخلق، حيث تُعتبر “أصناف” أو “أجناس” لها خصائص مشابهة للبشر.
وقال الإمام الطبري، أن الدواب والطير تُصنَّف وتُعرف مثل الإنسان، ولها دور محدد في النظام البيئي.
ومن الأمثلة على المماثلة في السلوك بين الانسان والدواب والطير:-
سلوك التطفل، حيث طائر الوقواق وطائر السنونو، حيث يضعون بيضهم في أعشاش طيور أخرى، ويستفيدون من رعاية الطيور الأخرى لصغارهم. وهذا يظهر نوعاً من “الغش” والتطفل في الطبيعة، وهو مشابه لبعض السلوكيات البشرية.
وسلوك السرقة، فطائر الفرقاط يقوم بسرقة طعام من طائر زرقاء القدمين، ما يظهر سلوكًا مشابهًا لبعض تصرفات البشر في بعض الأحيان.
والآية الكريمة تؤكد أن جميع الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والطير والدواب، تُدبر وتُحفظ من قبل الله بنفس القدر من الرعاية، ويُحشرون جميعًا إلى الله. كما تشير الآية الكريمة، أن المخلوقات ليست مجرد كائنات مادية، بل تشارك الإنسان في التجربة الحياتية من حيث التدبير والرزق.
إشارات علمية مذهلة تتعلق بتكوين الأرض
تتعدد صور الاعجاز في القرآن الكريم، وتتضمن الآية الكريمة:”وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ”. إشارات علمية مذهلة تتعلق بتكوين الأرض وتطورها عبر العصور، تعكس دقة التعبير القرآني وعمق فهمه لطبيعة الأرض.
وفي اللغة العربية، “المهد” يشير إلى الفراش أو السرير، وكذلك الأرض السهلة المستوية، بينما “الفرش” يعني التبطين أو التمهيد. ويصف القرآن الأرض بأنها “مهد” ما يدل على استقرارها وسطحها المستوي الذي يسهل العيش عليه.
وتعكس الأرض أنواعًا متعددة من “الفرش” التي تتفاوت بين الصخور الرسوبية والطين والرمال. كل نوع من هذه “الفرش” يلعب دورًا خاصًا في دعم الحياة وتوفير الموارد الطبيعية ومنها:-
“الفرش البحري”، المياه في المحيطات والبحار تغمر أجزاء من القارة، وتترسب فيها الرواسب التي تشكل الصخور الرسوبية. هذه الصخور تُعد “فرشًا” مهدت للأرض.
“الفرش الرملية”، الصحارى والمناطق الرملية مثل بحر الرمال الأعظم تعتبر نوعًا من “الفرش” التي تغطي سطح الأرض.
“الفرش الطينية”، الأنهار ومصبات الأودية تُنتج تربة خصبة تغذي النباتات وتدعم الحياة الزراعية وغيرها.
والآية الكريمة “وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ”، تتضمن وصفًا دقيقًا لتكوين الأرض وتطورها. وتعكس الإعجاز في القرآن في تقديم هذه المعلومات العلمية التي لم تكن معروفة في العصور القديمة، ما يظهر عظمة القرآن وصدق علمه.