تجلت خلال أحداث غزوة بدر العديد من المواقف البطولية لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، المبهر في هذه المواقف أنها لم تقتصر على من اشتهروا من بين الصحابة بالفروسية والبطولة، ولكنها شملت الجميع، حتى من يغلب الظن فيهم أنهم ضعفاء.
أذن الله تعالى للمسلمين بالهجرة من مكة إلى المدينة، فبادروا إلى ذلك تاركين ورائهم دورهم وأموالهم، وربما أيضا متاعهم، لكن وبعد أن استقر بهم الحال في المدينة المنورة، كان لديهم رغبة في استرداد ما نهبه كفار قريش من أموالهم التي تركوها في مكة المكرمة عندما نزل أمر الله -تعالى- بالهجرة.
وقعت العديد من السرايا قبل وقوع غزوة بدر؛ لغاية تحقيق العديد من الأهداف والمقاصد لصالح المسلمين؛ منها: بيان أهمية الاستطلاع العسكري والإعداد للفتوحات الإسلامية المختلفة، بالتعرّف إلى العديد من الطرق المؤدية إلى مكة، إضافةً إلى التعرّف إلى القبائل المحيطة بالمدينة، وعقد معاهداتٍ مع البعض، وقد بلغ عدد سرايا الرسول -عليه الصلاة والسلام- ثلاثة وسبعون سريةً.