تُعَد غزوة بدر، من أعظم الغزوات التي أظهرت مدى حرص الصحابة وتنافسهم في الجهاد وطلب الشهادة.
تعرض التاريخ الإسلامي لأكبر قدر من الغزو الفكري، فقد دأب الأعداء على تشويه تاريخ الأمة الإسلامية، ذلك أن التاريخ – بالنسبة لأي أمة- هو مجال اعتزازها وموطن القدوة فيها
جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه - من المحاسن ما لم يحظَ به صحابي آخر، وإن كان جميع الصحابة رضوان الله عليهم اشتملوا على العديد من المحاسن لم تكن عند كثير من خلق الله تعالى
لم تكن أحداث غزوة بدر الكبرى مجرد مجابهة للقوة بالقوة، ولكنها استبقت بكثير من الاستعدادت والتخطيط العسكري الذي يدلل على حسن قيادة النبي صلى الله عليه وسلم، فقبل
تجلت خلال أحداث غزوة بدر العديد من المواقف البطولية لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، المبهر في هذه المواقف أنها لم تقتصر على من اشتهروا من بين الصحابة بالفروسية والبطولة، ولكنها شملت الجميع، حتى من يغلب الظن فيهم أنهم ضعفاء.
أذن الله تعالى للمسلمين بالهجرة من مكة إلى المدينة، فبادروا إلى ذلك تاركين ورائهم دورهم وأموالهم، وربما أيضا متاعهم، لكن وبعد أن استقر بهم الحال في المدينة المنورة، كان لديهم رغبة في استرداد ما نهبه كفار قريش من أموالهم التي تركوها في مكة المكرمة عندما نزل أمر الله -تعالى- بالهجرة.
وقعت العديد من السرايا قبل وقوع غزوة بدر؛ لغاية تحقيق العديد من الأهداف والمقاصد لصالح المسلمين؛ منها: بيان أهمية الاستطلاع العسكري والإعداد للفتوحات الإسلامية المختلفة، بالتعرّف إلى العديد من الطرق المؤدية إلى مكة، إضافةً إلى التعرّف إلى القبائل المحيطة بالمدينة، وعقد معاهداتٍ مع البعض، وقد بلغ عدد سرايا الرسول -عليه الصلاة والسلام- ثلاثة وسبعون سريةً.
عن خوات بن جبير قال: نزلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرَّ الظهران، فخرجت من خبائي، فإذا أنا بنسوة يتحدثن؛ فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت عيْبَتي، فاستخرجت منها حُلة فلبستها، وجئت فجلست معهن. وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قبته فقال: أبا عبد الله، ما يجلسك معهن؟ فلما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هبته، واختلطت.
من أعظم وأجل النعم التي من الله بها على البشرية، أن تفضل عليهم برسل منهم يتلون عليهم آياته ويحملون إليهم رسالات ترشدهم إلى طريق الحق.
وأفضل هذه الرسالات وأعظمها وأشملها هي رسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ونبوته، ولذلك أحاطها الله بعنايته، وشملها برعايته، وجعل لها دلائل باهرة، وعلامات ظاهرة.