بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
فقد أعظم على الله الفرية
كنت أتخيل أننا وصلنا لدرجة من الوعي تجعلنا أكثر حرصا على التمسك بثوابتنا وكنت أحسب أن زمن التأثير علينا وتشتيت
الرئيسية » فكر إسلامي » الردع الإلهي!
أقابل – مثلما يقابل غيري من الناس – في حياتي أشخاصا أعتبر أنهم من ذلك النوع السيئ، وبالتأكيد فإن لي مبرراتي لهذا التصنيف – كما أن لكل شخص مبرراته أيضا – وذلك حسب علاقاتي الخاصة بيني وبين كل شخص على حدة، طباعه، أخلاقه، سلوكه، تصرفاته، والأهم من ذلك كله هو الانطباع الداخلي، والذي يسميه علماء النفس بالكيمياء.
ورغم أن قناعتي، أن كل شخص استطيع أن أضيفه إلى قائمة اتصالاتي مكسب كبير أضيفه إلى رصيد شخصيتي المتواضعة، إلا أنني في مقابل ذلك كنت أجد نفسي مضطرا إلى اتخاذ إجراءات قمعية شرسة في بعض الأحيان ضد بعض هؤلاء الناس “السيئون” الذين أشعر أنهم يتخذون مواقف متعنتة ضدي دون سبب موضوعي، هكذا كنت أفعل.
والحقيقة أنني وقفت مع نفسي بعد أحد المواقف السيئة جدا التي عشتها ذات مرة، وقفة حساب وتقييم عسيرة، حيث أنني كنت قد خرجت من هذا الموقف وحالتي النفسية محطمة فعلا، من هول الموقف وفظاعته، حيث لم أكن أتصور مطلقا أن تصدر هذه الأفعال من هذا الشخص بالذات، والذي كنت أصنفه في مستوي متقدم في لائحة الأشخاص المحترمين في حياتي، وبدون الدخول في ملابسات الموقف الذي لا أحب أن أتذكره أصلا، كان علىٌ ان أتخذ قرارات اعتبرتها بعد ذلك نقطة فصيلة في حياتي، وطبقت وقتها نصيحة أحد الأصدقاء القدامى، عندما قال لي إذا فجعت في احد الأشخاص من حولك، فأكتب أسمه في ورقة “مش نظيفة!” وقطعها وأرمها وأدهسها بقدمك أو ألقها في أقذر سلة قمامة! ووجدت نفسي مضطرا للعمل بهذه النصيحة القاسية، وأسقطت هذا الشيء الذي كنت اعتبره كيانا محترما، فأصبح كماً مهملا لا قيمة له في حياتي.
والشاهد من هذا الموقف، الذي يتكرر مع كثير من الناس، إن الإنسان يستطيع أن يتعامل مع المواقف العصيبة والضربات الموجعة التي يواجهها في حياته من بعض الأشخاص على ثلاث مستويات، المستوي الأول أن تأتي هذه الضربة من شخص اضعف وأقل منك، وبالتالي يكون لك القرار الكامل في الرد عليه وسحقه، والمستوى الثاني أن تأتيك الضربة من شخص في مستوى قوتك، وهنا لابد من حساب أي فعل ستتخذه وتوقع رد الفعل الصادر منه، أما المستوى الثالث والأصعب فهو وصول الضربة من شخص أقوى وأعلى مستوى منك، وفى هذه الحالة لا يكون لك أى سبيل للرد.
معظم الناس يتعاملون بطريقة واحدة مع هذه المواقف على مستوياتها الثلاثة، رد فعل عنيف في الحالة الأولى، وفي الحالة الثانية تفكير عميق ورد فعل متعقل وحذر، أما الحالة الأخيرة فلجوء واستغاثة إلى الله، بحسبنا الله ونعم الوكيل، إلا أنني وجدت أن الطريقة الأخيرة، وهى تفويض الله في رد الظلم، هي الطريقة السحرية للتعامل مع كل الحالات، مجرد نصيحة شخصية لمن يريد أن يجرب بنفسه: لا تظلم أحد، أخلص نيتك لله، وعندما يظلمك أحد فوض أمرك لله، أما النتيجة فلا تخطر على بال بشر.
كنت أتخيل أننا وصلنا لدرجة من الوعي تجعلنا أكثر حرصا على التمسك بثوابتنا وكنت أحسب أن زمن التأثير علينا وتشتيت
لا يزال أعداء الإسلام يلقون بالشبه عليه، فقالوا أن الإسلام فتح بالسيف ودين القتل، ويكفي دحضا لهؤلاء أن المتتبع لآيات