بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
سورة الضحى
كان لنزول سورة الضحى أثر بالغ على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد الجزع الذي كاد أن
الرئيسية » منهاج المسلم » الدعوة الإسلامية » فن الخطابة » إنعاش الروح
الخطابة، إحدى الركائز الأساسية والوسائل المهمة في الدعوة إلى الله، فهي تُمثِّل مظهر الحياة التي تجعل القيم النبيلة والمثل الرفيعة، والأخلاق الفاضلة تصل من قلب إلى قلب، ومن فكر إلى فكر، فتُنعش الروح ويتجدَّد الإيمان، فلا غرو أن تكون بذلك من شعائر الإسلام.
وقد عُرِّفت الخطابة، بتعريفات كثيرة منها تعريف أرسطو بأنها: القدرة على النظر في كل ما يوصل إلى الإقناع في أي مسألة من المسائل، وعرَّفها آخرون بأنها: نوع من فنون الكلام غايته إقناع السامعين واستمالتهم والتأثير فيهم بصواب قضية وخطأ أخرى.
وعُرِّفت الخطابة، بأنها فن من فنون الكلام يُقصد به التأثير في الجمهور عن طريق السمع والبصر معًا، فمما يدخل أثره عن طريق السمع وهو الأسلوب والإلقاء والصوت، وما يدخل أثره عن طريق البصر هو الهيئة والحركة والملامح، وتلك المؤثرات هي قوام هذا الفن وملاكه.
والخطابة ضرورة اجتماعية تفرضها الظروف، وتعبر عن المجتمع بوجه عام، وكل الأمم في حاجة إليها، بل إن المواقف المجيدة في تاريخ الأمم مدينة للخطباء الذين عبروا عن قضاياهم أصدق تعبير، وأثروا في مجتمعاتهم أعظم التأثير.
والخطابة أنواع كثيرة منها: الخطابة العلمية، والخطابة العسكرية، والخطابة الدينية، والخطابة الاجتماعية، والخطابة القضائية، والخطابة الحفلية.
وللخطابة طرق للتحصيل وعوامل للرقي، فمن طُرق تحصيلها: الموهبة والاستعداد الفطري، ودراسة أُصول الخطابة، ودراسة كثير من كلام البلغاء، وحفظ الكثير من الألفاظ والأساليب، وكثرة الاطلاع على العلوم المختلفة، والتدريب والممارسة.
وفن الخطابة له أصول يتعلق بعضها بالخطيب وبعضها بالخُطبة.
وأما ما يتعلق بالخطيب فأهمه:
الموهبة ورباطة الجأش، وسلامة الصوت من العيوب، وطول النفس، وحُسن الوقفة، وحُسن استخدام الإشارة في موضعها المناسب، والسمت الذي يستميل سامعيه.
وأما ما يتعلق بالخُطبة فأهمه:
براعة الاستهلال، ووفرة المحصول من مختلف أساليب البيان، والتنقل بين الإنشائية والخبرية، ووضوح المعاني من خلال قِصر الجُمل، وملاحظة تقسيم الخُطبة، ثم موضوع الخُطبة، ثم الختام الذي يجب أن يشتمل على جُمَل يسهل تردادها وتذكرها بعد انتهاء الخطيب من خُطبته.
ولقد ابتدأ طور الخطابة الإسلامية، بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقفه الخطابية، خطيبًا غير شاعر، وأول موقف وقفه للخطابة كما روى الشيخان والترمذي عن ابن عباس قال: لما نزلت:”وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ”. صعد الرسو صلي الله عليه وسلم، على الصفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون قريش حتى اجتمعوا، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تُغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم ما جرَّبنا عليك إلا صدقًا، قال صلى الله عليه وسلم: “فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد، فكان ماكان”.
كان لنزول سورة الضحى أثر بالغ على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد الجزع الذي كاد أن
الكلمة هنا تشير إلى الناس الذين يأتون إلى الحج سيرًا على أقدامهم، ما يعكس الجهد والتعب الذي يتحملونه للوصول إلى
سيظل التاريخ يتدارس أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وسوف يظل العالم اجمع إلى قيام الساعة يتعلم من اخلاقه النبوية
نزلت سورة الشرح تكريما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتطيبا لخاطره الشريف، وجبرا له، وأملا له ولأصحابه بالانفراج واليسر