بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
سورة الكهف
لم يدع مشركي قريش بابا لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إلا وطرقوه، حتى أنهم مع عدائهم المتبادل مع
الرئيسية » منهاج المسلم » الدعوة الإسلامية » فن الخطابة » فن الخطابة
يتضمن قواعد ثابتة لا ينبغي الخروج عنها
علماء الدعوة اصطلحوا على أن الخطابة هي فن مشافهة الجمهور واقناعه واستمالته وبناء على ذلك فإن الخطابة تشتمل على مجموعة من العناصر الهامة تتمثل في المشافهة التي تعني المواجهة، والاقناع الذي يعني امتلاك الحجة والبرهان، والاستمالة هي التي تعني امتلاك ملكة القبول.
والحقيقة أن هذه الصفات لا تقتصر فقط على ما يعرف بالخطب الرسمية، ولكنه يتضمن الحديث عن صفات عامة من المفتر أن تكون متوفرة في كافة أنواع المخاطبات بما في ذلك الكلام المرتجل بين عامة الناس، حيث من المفترض أن تظل المجتمعات المحافظة محتفظة لنفسها بميزة ما يعرف بالحوار المتحضر الذي يضمن الإبقاء ولو على هامش من الإحترام والوقارفي اختيار الألفاظ والعبارات.
لكن الذي يحدث الآن أن لشباب الخطباء أصبحوا ينحرفون عن أصول اللغة العربية ويحرفون في أصولها ويحيدون عنها وينجرفون إلى مصطلحات مستهجنة ومستغربة تنتشر فجأة كانتشار النار في الهشيم ثم ما تلبث أن أن تخبوا ويحل محلها مصطلحات أخرى يطلقون عليها المصطلحات الشبابية، دون أن ندرك لماذا ولا كيف باتت هذه النغمة الغريبة على من المجتمعات الشبابية، مهدرة معها ما تتميز به اللغة العربية من وقار يميزها في كثير من الأحيان عن غيرها من اللغات الأخرى، هذا الوقار الذي يمكنك التعرف عليه من خلال استعزابك لجماليات اللغة العربية وموسيقى مفرداتها وقدرتها على التعبيرعن المعنى المراد بسهولة تنأ بها عن التعقيدات والتصريفات الشاذة وعجز الحروف عن الدلالة على المفردات وعجز المفردات عن الدلالة على الجمل وعجز الجمل عن الدلالة على المعاني.
فأي عاقل يمكنه أن يلاحظ ببساطة كيف أن هذه الهجمات الشرسة على ميراثنا اللغوي لم يكتب لأي منها الصمود والبقاء… لأنها في الحقيقة ليست سوى فقاعات وزبد سوف يذهب جفاء، أما ما في لغتنا من لآلئ فسوف تبقى مكنونة محفوظة مهما تعرضت لهجمات.
لم يدع مشركي قريش بابا لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إلا وطرقوه، حتى أنهم مع عدائهم المتبادل مع
المتتبع لحركة الغزو الفكري للمجتمعات العربية والإسلامية سوف يتأكد له أن مؤسسات الغزو (الاستشراف والتبشير) حولت وجهتها عن سياسات الغزو
دأب مشركي قريش وصناديد الكفر، على السخرية من رسول الله، للحط من أمر دعوته ورسالته السماوية، ومنها ما ذكره أحدهم،