بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
“أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ”
كلُّ كلمةٍ في كتاب الله جاءت وَفْق تدبيرٍ حكيم، وفي موضعٍ مُحدَّد لا تتقدَّم عنه ولا تتأخَّر، ولا يمكن أن
الرئيسية » منهاج المسلم » الدعوة الإسلامية » الخطاب الديني » الخطاب الديني المتزن
الإقناع والتأثير عمل بشري يرتفع بدرجة إتقانه وحسن الإعداد له، ولا نعني بذلك التحفز الذي يذهب طبيعة الممارسة ولكن نقصد أن يرتب الداعية نفسه ويعدها بحسب مقدار الحاجة ونوع الإقناع وموضوعه وظروفه والموجه إليه، فالقدرة على إقناع الجمهور والتأثير فيهم تتحقق من خلال قدرات نفسه ومؤهلاته العلمية والشخصية، هذا بالإضافة إلى مدى مناسبة الموضوع ومداخل الإقناع التي سيستخدمها فيه، مثل ترتيب أفكاره وإعداد البدائل المناسبة، كما أن من الإعداد الجيد لمشروع الإقناع التعرف على المستهدف بهذا الإقناع وما يناسبه من أسلوب نقلي أو عقلي أو ترغيب أو ترهيب، وكيف يستفيد من مصادره التي يعتقد صحتها، بالإضافة إلى معرفة مستوى الإقناع والتأثير الذي ينبغي أن يتوجه به إلى ذلك المدعو .
لذلك فإنه من الضروري الوثوق على قدرة الداعية على التدرج في ممارسة الإقناع والتأثير ونقصد بذلك أن يكون الداعية متدرجاً فيما يريد الإقناع به بحسب أهميته أثره في إحداث التغيير ، كما يكون إيجابيّاً تجاه تدرج المدعو في التأثر والاقتناع والتغيير ومستوى النجاح الذي تحقق الإقناع به، حيث يتضح ذلك من خلال مجموعة من الجوانب، أهمها البدء بالأمور المشتركة المتفق عليها، وبخاصة ما يمثل أهمية لدى المدعو، موضحا أن هذا تدرج للإقناع والتأثير ينتج كسراً للحواجز المتوقعة عند المدعو تجاه الداعية أو موضوعه ، كما ينتج كسباً لعقله وعاطفته، هذا بالإضافة إلى بيان أن الحق يمكن أن يكون في كلام أحد الطرفين ،كما أن الباطل يمكن أن يكون عند أحدهما كذلك، وهذه درجة عالية في الإنصاف والعدل والتدرج مع المخالف، وهي مظهر إيجابي في التناول للقضية المختلف فيها وبخاصة في الإقناع والتأثير الذي يكون في إطار حوار أو مناظرة، وذلك في إطار قول الله تعالى “وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين.
ويأتي بعد ذلك التدرج في هدف الإقناع والتأثير وقبول التجاوب الذي يلمس عند الآخر وإن قل والتعامل مع ذلك بإيجابية وتفاؤل باعتبار ذلك تدرجاً في الدعوة إلى الحق.
و الإقناع بصفته الفطرية المبسطة جزء من منطق الإنسان الذي فضله الله به على كثير من المخلوقات ، فهو موجود منذ وجوده ، أما الدعوة به فهي قرينة لتكليفه على هذه الأرض، وقد نزل التكليف عليه – الإنسان – بالتزام أحكام الخالق جل وعلا منذ أهبط أبا البشر آدم عليه السلام إلى الأرض ،كما أن سلوك الإنسان مع غيره وممارسته الإقناع والتأثير بغض النظر عن إيمانه أو كفره يدل بداهة على أن هذا السلوك جبلة وطبيعة مشتركة أيّاً كان وحيثما وجد زماناً ومكاناً .
كلُّ كلمةٍ في كتاب الله جاءت وَفْق تدبيرٍ حكيم، وفي موضعٍ مُحدَّد لا تتقدَّم عنه ولا تتأخَّر، ولا يمكن أن
لم تكن أحداث غزوة بدر الكبرى مجرد مجابهة للقوة بالقوة، ولكنها استبقت بكثير من الاستعدادت والتخطيط العسكري الذي يدلل على
والمعنى في الآية الكريمة: بفضل هذا الماء، أخرجنا ثمرات من الأشجار والأرض، وهذه الثمرات تتنوع في ألوانها، مثل الأحمر، والأصفر،
كان لنزول سورة الضحى أثر بالغ على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد الجزع الذي كاد أن