بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
“سكرت أبصارنا”
في قوله تعالى:”لقالوا إنما سكرت أبصارنا”، تشير هذه الآية القرآنية الكريمة من كتاب الله تعالى إلى عناد الكفار وتكذيبهم بالآيات
الرئيسية » منهاج المسلم » الدعوة الإسلامية » أساليب ووسائل » أساليب الدعوة
على مر العصور كانت الدعوة إلى الله تعالى تتم من خلال أساليب ثابتة هي الأساس مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهو الأمر الذي سهل من انتشار الدين في أرجاء الأرض وجعلها تؤدي دورها على الوجه الأكمل، وهي أيضا لم تزل واضحة وساطعة، وقادرة على تخطي كل الصعاب وتجاوز كل العقبات، فالإسلام لم ينتشر إلا بصدق الدعوة ومضمونها ووسائلها وأهدافها.
عندما نقارن بين عصور مضت كانت تفتقر إلى وسائل الإعلام الحديثة، وبين عصرنا الذي يتمتع بوسائل متطورة، يتضح مدى تقصيرنا في نشر رسالة الإسلام التي تقوم على العدل والحق، الإعلام المعاصر، رغم تطوره، غالبًا ما يستخدم لنشر الفساد والانحراف، في حين أن على المسلمين استغلال هذه الوسائل الحديثة لنشر رسالة الإسلام بشكل صحيح ومؤثر.
لقد واجه الإسلام منذ نشأته أممًا مغلقة على نفسها، لديها لغاتها وأديانها وعاداتها الخاصة، لكن جاء الإسلام ليحمل رسالة التحرر والعدل والسلام. فالإسلام يدعو إلى تحرير الإنسان من القيود المفروضة عليه من قبل المستبدين وأصحاب المصالح. ويمثل القرآن الكريم كتابًا يحتوي على المعرفة المحفوظة والمشاعة بين الناس، ليخرجهم من الظلم إلى النور.
إن الدعوة الإسلامية ليست موجهة فقط إلى غير المسلمين، بل هي دعوة مستمرة للمسلمين أنفسهم لإعادة فهم دينهم وتعميق إيمانهم. ويجب على الصحوة الإسلامية اليوم أن تحافظ على روح التضامن الإسلامي، فهي دعوة للنهوض بالإسلام والتمكين له في جميع جوانب الحياة.
ومع الأسف، يعاني المسلمون اليوم من فقدان الإحساس بعظمة دينهم، وهو ما أدى إلى تراجعهم الروحي والمادي. وتبرز مهمة الدعوة الإسلامية اليوم في العودة إلى الأصول التي رسخها النبي محمد ﷺ وأصحابه، تلك الأصول التي نجحت في نشر الإسلام وتعميقه في نفوس الناس.
ومن أهم ما يميز الدعوة الإسلامية أنها مبنية على الوضوح والإعلان، حيث يشترط إشهار الشهادتين، والأذان للإعلان عن الصلاة، وإشهار الصيام والحج وغيرها من الشعائر. كما أن المعرفة في الإسلام ليست محجوبة أو محصورة على طبقة معينة، بل هي متاحة للجميع، والعلماء ليسوا طبقة خاصة، بل هم هداة للناس.
الدعوة الإسلامية كذلك شاملة، فهي لا تفرق بين الناس بناءً على ألوانهم أو أعراقهم، بل هي موجهة للجميع دون تمييز، كما أن الحرية والمساواة من الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الجميع.
وفي هذا العصر، تواجه الدعوة الإسلامية تحديات كثيرة، منها تأثير الاستعمار على الثقافة الإسلامية، وحرية انتشار المذاهب الضالة، والصراعات الداخلية بين المسلمين أنفسهم. ورغم ذلك، فإن الإسلام لا يزال قادرًا على مواجهة هذه التحديات من خلال العودة إلى أصوله الصافية وتقديمه للناس بصورة صحيحة.
الدعوة الإسلامية اليوم تحتاج إلى دعاة مؤهلين يفهمون الإسلام فهمًا صحيحًا ويعرفون كيفية مخاطبة الناس بلغة عصرهم، ومن المهم أن تكون الدعوة مبنية على الحكمة والموعظة الحسنة، وأن تكون منهجية ومتقنة، لتصل إلى قلوب الناس وعقولهم.
في قوله تعالى:”لقالوا إنما سكرت أبصارنا”، تشير هذه الآية القرآنية الكريمة من كتاب الله تعالى إلى عناد الكفار وتكذيبهم بالآيات
والمعنى في الآية الكريمة: بفضل هذا الماء، أخرجنا ثمرات من الأشجار والأرض، وهذه الثمرات تتنوع في ألوانها، مثل الأحمر، والأصفر،
علماء الدعوة اصطلحوا على أن الخطابة هي فن مشافهة الجمهور واقناعه واستمالته وبناء على ذلك فإن الخطابة تشتمل على مجموعة