بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
ما قبل غزوة أحد
تحتل غزوة أحد، مرتبة مهمة في تاريخ غزوات النبي محمد صلي الله عليه وسلم، ففي شهر شوال من السنة الثالثة
الرئيسية » منهاج المسلم » الدعوة الإسلامية » الخطاب الديني » الخطاب الديني المتزن
الإقناع والتأثير عمل بشري يرتفع بدرجة إتقانه وحسن الإعداد له، ولا نعني بذلك التحفز الذي يذهب طبيعة الممارسة ولكن نقصد أن يرتب الداعية نفسه ويعدها بحسب مقدار الحاجة ونوع الإقناع وموضوعه وظروفه والموجه إليه، فالقدرة على إقناع الجمهور والتأثير فيهم تتحقق من خلال قدرات نفسه ومؤهلاته العلمية والشخصية، هذا بالإضافة إلى مدى مناسبة الموضوع ومداخل الإقناع التي سيستخدمها فيه، مثل ترتيب أفكاره وإعداد البدائل المناسبة، كما أن من الإعداد الجيد لمشروع الإقناع التعرف على المستهدف بهذا الإقناع وما يناسبه من أسلوب نقلي أو عقلي أو ترغيب أو ترهيب، وكيف يستفيد من مصادره التي يعتقد صحتها، بالإضافة إلى معرفة مستوى الإقناع والتأثير الذي ينبغي أن يتوجه به إلى ذلك المدعو .
لذلك فإنه من الضروري الوثوق على قدرة الداعية على التدرج في ممارسة الإقناع والتأثير ونقصد بذلك أن يكون الداعية متدرجاً فيما يريد الإقناع به بحسب أهميته أثره في إحداث التغيير ، كما يكون إيجابيّاً تجاه تدرج المدعو في التأثر والاقتناع والتغيير ومستوى النجاح الذي تحقق الإقناع به، حيث يتضح ذلك من خلال مجموعة من الجوانب، أهمها البدء بالأمور المشتركة المتفق عليها، وبخاصة ما يمثل أهمية لدى المدعو، موضحا أن هذا تدرج للإقناع والتأثير ينتج كسراً للحواجز المتوقعة عند المدعو تجاه الداعية أو موضوعه ، كما ينتج كسباً لعقله وعاطفته، هذا بالإضافة إلى بيان أن الحق يمكن أن يكون في كلام أحد الطرفين ،كما أن الباطل يمكن أن يكون عند أحدهما كذلك، وهذه درجة عالية في الإنصاف والعدل والتدرج مع المخالف، وهي مظهر إيجابي في التناول للقضية المختلف فيها وبخاصة في الإقناع والتأثير الذي يكون في إطار حوار أو مناظرة، وذلك في إطار قول الله تعالى “وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين.
ويأتي بعد ذلك التدرج في هدف الإقناع والتأثير وقبول التجاوب الذي يلمس عند الآخر وإن قل والتعامل مع ذلك بإيجابية وتفاؤل باعتبار ذلك تدرجاً في الدعوة إلى الحق.
و الإقناع بصفته الفطرية المبسطة جزء من منطق الإنسان الذي فضله الله به على كثير من المخلوقات ، فهو موجود منذ وجوده ، أما الدعوة به فهي قرينة لتكليفه على هذه الأرض، وقد نزل التكليف عليه – الإنسان – بالتزام أحكام الخالق جل وعلا منذ أهبط أبا البشر آدم عليه السلام إلى الأرض ،كما أن سلوك الإنسان مع غيره وممارسته الإقناع والتأثير بغض النظر عن إيمانه أو كفره يدل بداهة على أن هذا السلوك جبلة وطبيعة مشتركة أيّاً كان وحيثما وجد زماناً ومكاناً .
تحتل غزوة أحد، مرتبة مهمة في تاريخ غزوات النبي محمد صلي الله عليه وسلم، ففي شهر شوال من السنة الثالثة
كما ان الإسلام دين عالمي بعث الله تعالى به نبيه إلى الناس كافة، فكذلك اكتسب الأدب الإسلامي هذا البعد، فلن
من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ما ورد في قوله تعالى:”وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ
من الكلمات القرآنية التي تحمل دلالة خاصة، كلمة زعيم التي وردت في قوله تعالى:”وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ