بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
“أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ”
كلُّ كلمةٍ في كتاب الله جاءت وَفْق تدبيرٍ حكيم، وفي موضعٍ مُحدَّد لا تتقدَّم عنه ولا تتأخَّر، ولا يمكن أن
الرئيسية » منهاج المسلم » الأخلاق والرقائق » الأدب في موكب الدعوة » الرواية
رغم أن فن كاتبة الرواية من الألوان الأدبية المستحدثة، بمعنى أنها لا تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، كالشعر، مثلا، إلا أنها وجدت طريقها في الأدب الإسلامي من خلال إبداعات، حملت بين طياتها رسائل دعوية وتربوية وتثقيفة غاية في الأهمية.
ورغم أن الرواية بمفهومها المعاصر تخمل دلالة أدبية، تشارك غيها أدباء المسلمين بإبداعاتهم، إلا أن الكلمة كان لها وجود سابق في التراث العربي والإسلامي، فالرواية في التراث الإسلامي، تشمل أنواعاً متعددة من النقل وفقاً للسياق والمجال.
وفي الأدب، تشير إلى نقل النصوص الأدبية، وفي الحديث، تعني نقل الأحاديث مع دقة الإسناد، وفي الفقه، تعبر عن النصوص الفقهية المنقولة عن الأئمة.
وتختلف معاني الرواية باختلاف المجالات، ولكنها تبقى عنصراً أساسياً في حفظ ونقل التراث الإسلامي.
وفي التراث الأدبي، كانت “الرواية” تُستخدم للإشارة إلى نقل الشعر والأدب من شخص لآخر. كان الشعراء في الجاهلية يُسمّون بـ “رواة الشعر”، وكانوا ينقلون القصائد والأخبار الأدبية.
أما من ناحية ثانية، وفي علم الحديث، فإن “الرواية” تعني نقل النصوص النبوية وسندها بصيغ محددة. الرواية هنا تتطلب الدقة والالتزام، لأنها تتعلق بالدين. ويشمل ذلك نقل الأحاديث والآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.
لكن فن الرواية الذي نعنيه هنا هو ذلك اللون الأدبي، الذي بات ضرورة أدبية، نظر لما يحويه من أهداف نبيلة، حيث يساعد على نشر القيم الإسلامية الصحيحة في المجتمع، فضلا عن محاربة التصورات الخاطئة والمفاهيم المنحرفة، كما أنه البديل الذي يغني عن قراءة الأعمال الروائية العبثية.
وعلى الرغم من العقبات التي يجدها الروائيون ذوي التوجه الإسلامي من تجاهل النقد الأدبي لرواياتهم ذات المضمون الإسلامي الهادف، والحكم عليها بالضعف فنيًا، لمجرد أنها تدعو إلى نشر القيم الإسلامية، مما قد يؤدي إلى العزوف عن خوض تجربة الكتابة الروائية، أو التوقف عنها، إلا أن حالة الإصرار التي يتسم بها الأدباء ذوي التوجهات الإسلامية تمنحهم القدرة على المقاومة.
كلُّ كلمةٍ في كتاب الله جاءت وَفْق تدبيرٍ حكيم، وفي موضعٍ مُحدَّد لا تتقدَّم عنه ولا تتأخَّر، ولا يمكن أن
من دلائل إعجاز القرآن الكريم، ما ورد بقول الله تعالى: “أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما،
ذكر القرآن الكريم في أكثر من موضع قصة قوم عاد الذين عاشوا في مدينة عظيمة هي مدينة (إرم) التي أخبر
وردت في قول الله تعالى: “وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ”
فربما ظن البعض انها الآلة المرادفة لكلمة (عربة) التي نستخدمها