بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
القيم الجمالية
الأديب المسلم، يجب أن يوازن بين قيمة الجمال وقيمة المضمون، والتضحية بالقيم الجمالية من أجل المضمون تشكل خطراً على الأدب
الرئيسية » منهاج المسلم » سير وتواريخ » غزوات ومعارك » بطولات بدر
تجلت خلال أحداث غزوة بدر العديد من المواقف البطولية لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، المبهر في هذه المواقف أنها لم تقتصر على من اشتهروا من بين الصحابة بالفروسية والبطولة، ولكنها شملت الجميع، حتى من يغلب الظن فيهم أنهم ضعفاء.
لذلك لا عجب أن نستنتج الدور العظيم لهذه الغزوة المباركة في المساهمة، بشكل كبير في رفع شأن المسلمين، إذ كانت بحق فرقانا كما وصفها الحق سبحانه وتعالى في قوله “وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ”، كما وصف ما تحقق للمسلمين من خلالها بقوله: “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ”.
وقد برزت في غزوة بدر الكبرى، العديد من مشاهد البطولة، ومنها بطولة الغلامين الأنصاريين معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء، الذين قُدِّرا بمواجهة أبي جهل، أحد أبرز أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، والعدو الأكبر للإسلام.
وروي عن عبد الرحمن بن عوف: أنه كان بين هذين الغلامين، وسألاه عن أبي جهل، وأعربا عن عزمهم قتله. وعندما رآه الغلامان، هاجماه بسيفيهما حتى قتلاه. بعدها، أُخبِر النبي بعملية القتل، وسأل عن تفاصيلها، حيث تبيّن أن كلا الغلامين قد ساهم في قتله.
وتُظهر البطولة، التي أظهرها الغلامان الصغيران عزيمتهما القوية وشجاعتهما، بالرغم من صغر سنهما. كما أن الموقف يعكس مدى حب الصحابة للنبي صلي الله عليه وسلم، واستعدادهم للتضحية في سبيله.
الأديب المسلم، يجب أن يوازن بين قيمة الجمال وقيمة المضمون، والتضحية بالقيم الجمالية من أجل المضمون تشكل خطراً على الأدب
في الآية الكريمة: “وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ” تُستخدم عبارة ولا تصعر خدك في سياق توجيه أخلاقي.
يعكس موقف مالك بن دينار قمة الزهد، حيث كان تركيزه على هداية الناس وتقويم نفوسهم، وليس الاستفادة من متاع الدنيا