بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
السنن المهجورة
هُناك الكثير من السُنن التي هجرها الناس حتى أن البعض لضعف إيمانه، وقِلَّةِ علمه، وضعف حُجَّته يظن أن تطبيق السُّنة
الرئيسية » منهاج المسلم » الأخلاق والرقائق » الأدب في موكب الدعوة » حسان بن ثابت
إذا كان الله سبحانه وتعالى قد نفى عن رسوله الشعر في قوله تعالى: “وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ” فإن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ من الشعر سلاحا لنصرة الدعوة الإسلامية؛ لأن المشركين في أول معاركهم الكلامية مع المسلمين ما كانوا يؤمنون بالقرآن أو يتأثرون بما وصفهم به من سمات المروق عن الدين، وعبادة الأصنام والأوثان، فلابد إذن والأمر كذلك من قيام الشعراء المسلمين بالرد على المشركين بنفس الأسلوب الذي إستخدموه ضد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المسلمين، خاصة أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أفهم هؤلاء الشعراء أن القرآن لم يعارض الشعر من حيث هو شعر، وإنما أنكر على المشركين استخدامهم ذلك اللون من الكلام في الهجوم على أعراض المسلمين وصدهم عن الدعوة الإسلامية، فقام حسان بن ثابت رضي الله عنه ومن معه من شعراء المسلمين بدورهم الذي سجله لهم تاريخ الشعر العربي ورصدته لهم كتب السيرة.
وحسان بن ثابت، هو حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري، شاعر عربي وصحابي من قبيلة الخزرج في المدينة، واحد من الشعراء المخضرمين الذين عاصروا الجاهلية والإسلام.
عاش حسان بن ثابت في الجاهلية ستين عامًا، وفي الإسلام ستين عامًا أخرى، وقد شهدت فترة حياته تحولاً كبيراً من عالم الشعر الجاهلي إلى عالم الشعر الإسلامي.
وأسلم بعد الهجرة إلى المدينة، وأصبح يعرف بـ “شاعر الرسول” حيث استخدم موهبته في الدفاع عن الإسلام ومدح الرسول وتوثيق الأحداث الهامة.
تميز حسان بن ثابت، بشعره الفخم والجزل في الجاهلية، وتطور بعد إسلامه ليتماشى مع المبادئ الإسلامية. كان مدحه للنبي يعكس عمق إيمانه وولائه، في حين استخدم هجاءه كوسيلة لمواجهة أعداء الدين.
و من أشهر أبياته:
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني ..
وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِّساءُ
كما كان يبدع في وصف معارك النضال دفاعاً عن الإسلام، مستخدماً الشعر لنقل رسالة الدين ومواجهة أعداء الدين.
وحظي حسان بمكانة كبيرة لدى الخلفاء الراشدين، حيث كان عمر بن الخطاب يحب الشعر الناضج ويستمع له.
وتوفي حسان بن ثابت، في المدينة بين عامي 35 و40 هـ في عهد علي بن أبي طالب، مع بعض الروايات التي تشير إلى وفاته في زمن معاوية بن أبي سفيان، ويمثل نموذجاً للشاعر الذي تجاوز حدود زمانه ومكانه ليكون رمزاً للمدافع عن الدين والمجتمع، وتكون أشعاره جزءاً من التراث الأدبي والديني في الإسلام.
هُناك الكثير من السُنن التي هجرها الناس حتى أن البعض لضعف إيمانه، وقِلَّةِ علمه، وضعف حُجَّته يظن أن تطبيق السُّنة
اتخذ الصحابي الجليل من ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم وقربيه منه وسيلة من وسائل الدفاع عن الدعوة فحين أراد
الأديب المسلم، يجب أن يوازن بين قيمة الجمال وقيمة المضمون، والتضحية بالقيم الجمالية من أجل المضمون تشكل خطراً على الأدب
المتتبع لحركة الغزو الفكري للمجتمعات العربية والإسلامية سوف يتأكد له أن مؤسسات الغزو (الاستشراف والتبشير) حولت وجهتها عن سياسات الغزو